مناسبة ذكر حديث الولي تحت باب التواضع
والحديث الثاني: هو حديث: ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )، والمناسبة في ذكره في باب التواضع: أن أولياء الله هم المتواضعون، فلا يفهم أن الولاية صفة وسمة لأناس معينين، فعليك أن تتواضع لكل أحد من المؤمنين فلو عادينا أحداً منهم وقلنا: هذا مسكين ليس فيه خير، ولم نهتم به؛ فما يدريك أنه ولي من أولياء الله عز وجل؟ فربما أنه يدعو الله تعالى فيستجيب الله له، وقد يكون ممن لو أقسم على الله لأبره، وأنت تراه أشعث أغبر، ذي طمرين، إن خطب عندك لم تزوجه، وإن شفع عندك لم تشفعه.ولا نقول كما تقول الصوفية : إن أي فاسق فاجر نائم على مزبلة، إنه قد يكون ولياً، لكن الإنسان المقيم لفرائض الله، والذاكر لله، والعابد له؛ قد لا يشار إليه بالبنان، وقد يكون كما جاء في حديث الجبار: ( قال: هذا خير من مليء الأرض من مثل هذا )، فهذا الجبار تطقطق تحته البغال والبراذين، وإذا مر انتبهوا له، وقد يأتي إنسان آخر لا ينظر إليه ولا يؤبه له، وتقول -ولو بنوع من التكبر، ونوع من الشعور بالترفع-: إنك أفضل منه. إذاً فلازم ذلك أن نتواضع لكل عباد الله، وهذا هو المناسبة لباب التواضع.